تانيا غصيني، مديرة شؤون الاتصالات والإدارة في مجلس سيدات أعمال دبي

برنامج “ومن هو امباور” لتمكين المرأة بالتعاون مع “كانون”

في حديث هام طرحنا عدة أسئلة على السيدة تانيا غصيني فكان هذا اللقاء .

1. هل لكِ أن تخبرينا عن مسيرتك المهنية وكيف وصلت إلى منصبك في مجلس سيدات أعمال دبي؟

بدأت رحلتي مع مجلس سيدات أعمال دبي نتيجةً لرغبة قوية في إحداث أثر مفيد في العالم، وخاصةً بالنسبة لرائدات الأعمال. ولطالما جذبتني طوال مسيرتي المهنية الأدوار التي تتيح لي المساهمة في تعزيز نمو وتطور الآخرين. وكان لدي في مجلس سيدات أعمال دبي امتياز المشاركة في مشاريع وأحداث ومبادرات ومنتديات مختلفة، والتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين والبارزين في القطاع. وساعدتني هذه التجارب في تطوير فهم عميق للتحديات التي يواجهها الموظفون وخاصةً النساء في عالم الأعمال.

وعندما سنحت لي الفرصة للانضمام إلى مجلس سيدات أعمال دبي، رأيت أن هذه الخطوة متناسقة مع خبرتي المهنية وقيمي الشخصية. ووجدتُ في مجلس سيدات أعمال دبي منصة تتوافق مع التزامي بتمكين المرأة. وفّرت لي فرصة فريدة لإحداث أثر مباشر ودعم المنظومة الشاملة لريادة الأعمال في دبي. وكانت مَهَمة المجلس المتمثلة في تزويد النساء بالأدوات والموارد والشبكات التي يحتجن إليها للنجاح في مجال الأعمال متوافقة تماماً مع تطلعاتي الخاصة.

2. ما الذي دفع المجلس إلى التعاون مع شركة “كانون” في برنامج تمكين المرأة؟

نشأ التعاون بين مجلس سيدات الأعمال في دبي وشركة “كانون” ضمن برنامج تمكين المرأة بفضل رؤيتنا المشتركة والتزامنا بتعزيز الابتكار والإبداع وتمكين المرأة بين رائدات الأعمال. ونبحث في مجلس سيدات الأعمال في دبي دائماً عن الطرق الجديدة لتعزيز الفرص المتاحة للعضوات وتزويدهنّ بالموارد المتطورة. وبفضل سمعتها في مجال الابتكار التقني والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، برزت شركة “كانون” كشريك مثالي لهذه المبادرة.

ويتشارك كل من مجلس سيدات الأعمال في دبي وشركة “كانون” الالتزام العميق بتمكين الأفراد من تحقيق إمكاناتهم الكاملة. ووفر هذا التوافق في القيم أساساً قوياً لشراكتنا. ويتمتع المجلس من جهة بخبرة واسعة في دعم رائدات الأعمال، بينما تمتلك “كانون” خبرة عالمية المستوى في التصوير والطباعة والحلول الرقمية. ويتيح لنا هذا المزيج من المهارات والمعرفة تقديم برنامج فريد وشامل يزود عضواتنا بمهارات قيّمة لها تأثير مباشر على مشاريعهنّ.

لعب فريق “كانون”، وخاصةً مي يوسف، مديرة الاتصال المؤسسي وخدمات التسويق في كانون الشرق الأوسط وتركيا، دوراً فعالاً في نجاح هذا البرنامج. ويعتبر تفانيهم في تطبيق فلسفة كيوسي، والتي تعني العيش والعمل معاً من أجل الصالح العام، أمر ملهم حقاً ويتماشى مع أهدافنا في مجلس سيدات الأعمال في دبي.

3. كيف يتماشى برنامج “ومن هو امباور” مع المهمة الشاملة لمجلس سيدات أعمال دبي؟

يتوافق برنامج “ومن هو امباور” بشكل مثالي مع مهمة مجلس سيدات أعمال دبي في عدة جوانب، حيث يعزز التزامنا بتمكين رائدات الأعمال وتعزيز منظومة الأعمال المزدهرة في دبي. ويقدم تدريباً عملياً في مجالات مثل التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو والطباعة، وهي مهارات تكتسب أهمية متزايدة في مشهد الأعمال الرقمية اليوم. ويتماشى هذا مع مهمتنا في تزويد النساء بالموارد التي يحتجن إليها لتحقيق النجاح.

نؤمن بأن النجاح في ريادة الأعمال يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالالتزام بالتعلم مدى الحياة. ويجسد هذا البرنامج التزامنا بتوفير فرص التعلم المستمر ومساعدة عضواتنا على البقاء في المقدمة ضمن بيئة العمل سريعة التطور. وتسمح الطبيعة العملية للبرنامج للمشاركين بتطبيق ما تعلموه على الفور في أعمالهم، وهو ما يتماشى مع مهمتنا المتمثلة في سد الفجوة بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.

4. هل لكِ أن تخبرينا عن أي تجربة متميزة أو قصص نجاح توضح الأثر الذي أحدثه برنامج “ومن هو امباور” في الحياة المهنية والشخصية للمشاركات؟

كان لبرنامج “ومن هو امباور” أثر عميق على العديد من المشاركات، سواء على المستوى المهني أو الشخصي. ومن القصص الملهمة بشكل خاص قصة بليندا فريمان، وهي فنانة مقيمة في دبي وجدت قيمة هائلة في دروس التصوير الفوتوغرافي التي يقدمها البرنامج، حيث طبقت مهاراتها الجديدة لكتابة وتصوير كتاب طبخ عائلي. وساعد كتاب الطبخ بليندا في الحفاظ على تاريخ عائلتها في فن الطهي ونقله إلى الأجيال القادمة.

ومن التجارب التي لا تنسى أيضاً تجربة غريس كريم، مؤسسة Bookends.ae، وهي شركة لبيع الكتب المستعملة. شاركت غريس في البرنامج لتحسين مهاراتها في تصوير الفيديو، لكنها في النهاية اكتسبت أكثر من ذلك، حيث قدمت لها ورشة الطباعة إمكانيات جديدة، مما سمح لها بتنويع عروضها وإنشاء منتجات مخصصة للعملاء. والأمر الأكثر روعةً هو أنه عندما ضربت الفيضانات صالة العرض الخاصة بها قبل الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها، أثبتت شبكة اتصالاتها التي بنتها خلال البرنامج أهميتها التي لا تقدر بثمن. على سبيل المثال، جمعت إحدى المشاركات مئات الكتب من حيّها لمساعدة المؤسسة على التعافي بعد فقدانها لآلاف الكتب.

وتسلّط هذه القصص الضوء على المهارات العملية المكتسبة من برنامج “ومن هو امباور”، وأيضاً الفوائد المعنوية كتعزيز الثقة بالنفس وبناء شبكة الاتصالات الداعمة والإبداع المتجدد والشجاعة اللازمة للابتكار والتوسع. ويمتد الأثر الإيجابي إلى ما هو أبعد من الشركات الفردية، حيث يدعم منظومة ريادة الأعمال الحيوية والمترابطة والمرنة للنساء في دبي.

5. كيف أثرت مشاركتكِ في البرنامج على تطورك المهني ومنظورك بشأن تمكين المرأة؟

كان لمشاركتي في برنامج “ومن هو امباور” أثر كبير في تطوري المهني ووجهة نظري في ما يتعلق بتمكين المرأة. ومنحني العمل عن كثب مع المشاركات فهماً عميقاً للتحديات الفريدة التي تواجهها النساء في مجال الأعمال، مثل الموازنة بين المسؤوليات الأسرية والتغلب على التوقعات المجتمعية، واكتسبت رؤى جعلتني داعمة ومرشدة أكثر فعالية.

كما عزز البرنامج إيماني بأهمية المجتمع والتعاون في دفع عجلة تمكين المرأة. وأدت مشاهدة التحولات والنجاحات التي حققتها المشاركات إلى تنشيط شغفي بهذا العمل. وزودني البرنامج بأدوات ووجهات نظر ودوافع جديدة لتعزيز التغيير الهادف في حياة رائدات الأعمال. وتستمر هذه التجربة في تشكيل نهجي في القيادة ضمن مجلس سيدات الأعمال في دبي وتُغذّي شغفي بإنشاء برامج مؤثرة ومبتكرة تعمل على تمكين المرأة بشكل ملموس في عالم الأعمال.

6. ما هي المهارات أو الموارد الأكثر أهمية التي تحتاجها رائدات الأعمال لتحقيق النجاح في بيئة الأعمال اليوم؟

تحتاج رائدات الأعمال في عالم الأعمال سريع التطور اليوم إلى مجموعة متنوعة من المهارات والموارد لتحقيق النجاح. وبناءً على خبرتي وملاحظاتي، وخاصةً من خلال برنامج “ومن هو امباور”، أعتقد أن المرونة والقدرة على التكيّف هما أمران بالغا الأهمية. ويُعدّ التعافي من النكسات والتكيف مع الظروف المتغيرة أمر ضروري لتحقيق النجاح على المدى الطويل. ويشمل ذلك الانفتاح على نماذج أو استراتيجيات الأعمال المختلفة عند الضرورة.

وتعتبر الثقافة المالية مهارة أخرى بالغة الأهمية، حيث يُعدّ الفهم السليم للإدارة المالية، مثل إعداد الميزانيات وإدارة التدفقات النقدية والتخطيط المالي، أمر ضروري لتحقيق نمو مستدام للأعمال. علاوةً على ذلك، فإن الكفاءة في استخدام الأدوات الرقمية المختلفة للتسويق والعمليات والتفاعل مع العملاء لم تعد شيء اختياري في عالمنا الرقمي المتطور. ويشمل ذلك إدارة وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التجارة الإلكترونية وأساسيات تصميم الويب. ومن المهم بنفس القدر الوصول إلى التوجيه وشبكة قوية من الاتصالات، حيث يعتبر وجود مرشدين ذوي خبرة يمكنهم تقديم التوجيه والدعم أمر لا يقدر بثمن للتغلب على تحديات الأعمال وفتح الأبواب أمام فرص جديدة.

7. كيف تتصورين مستقبل المرأة في مجال الأعمال بدبي والمنطقة على نطاق أوسع؟ وما هي الخطوات اللازمة لتحقيق هذه الرؤية؟

أتخيل مستقبلاً تشاركن فيه النساء في دبي والمنطقة على نطاق أوسع في عالم الأعمال ليصبحن رائدات في الابتكار وصنع القرار وتحفيز النمو الاقتصادي. ويتسم هذا المستقبل بالمساواة الحقيقية، حيث تتمتع النساء بنفس الفرص والموارد والتقدير الذي يحظى به نظرائهن من الرجال.

ولتحقيق هذه الرؤية، يتعين علينا أن نواصل الدفع نحو وضع سياسات شاملة تدعم مشاركة المرأة في الاقتصاد. ويشمل هذا المبادرات التي توفر الوصول إلى التمويل وبرامج الإرشاد وفرص التواصل المصممة خصيصاً لرائدات الأعمال. وسيلعب التعليم وتنمية المهارات دوراً حاسماً في ذلك. ويتعين علينا أن نضمن حصول النساء على برامج تعليمية وتدريبية عالية الجودة تزودهن بالمهارات اللازمة في عالم الأعمال الحديث، وتشمل تقنيات ومهارات القيادة، كما يعتبر توفير نماذج أكثر وضوحاً أمراً ضرورياً. وسنتمكن من خلال تسليط الضوء على رائدات الأعمال الناجحات من إلهام الجيل القادم وتغيير التصورات المجتمعية حول النساء في مجال الأعمال.

8. ما هي نصيحتكِ للنساء اللواتي يبدأن مسيرتهن المهنية للتو أو يرغبن في تنمية مشاريعهن؟

أنصح النساء اللاتي يبدأن حياتهن المهنية للتو أو ينمين مشاريعهن التجارية بالحفاظ على المرونة والالتزام بالتعلّم المستمر. صحيح أن عالم الأعمال مليء بالتحديات، لكن كل انتكاسة هي فرصة للتعلم والنمو. لا تخافي من المخاطرة المدروسة والخروج من منطقة راحتك وما أنتِ معتادة عليه، فغالباً ما نشهد أكبر قدر من النمو في لحظات عدم الارتياح.

يعد بناء شبكة اتصالات متينة أمر بالغ الأهمية. ابحثي عن فرص الإرشاد وأحيطي نفسك بأفراد داعمين يؤمنون برؤيتك. واستفيدي من البرامج والموارد التي تقدمها جهات مثل مجلس سيدات الأعمال في دبي وغيرها في مجتمعك. يمكن أن توفر لكِ هذه البرامج مهارات واتصالات ودعماً قيماً. وأخيراً، ثقي بنفسك وقدراتك، فالثقة أمر جوهري في مجال الأعمال، ورغم أنها قد لا تأتي دائماً بشكل طبيعي، إلا أنه يمكن تطويرها مع مرور الوقت من خلال الخبرة والتحسين الذاتي المستمر. وتذكري أن منظوركِ الفريد كامرأة في مجال الأعمال هو أحد الأصول الهامة، فاستخدميه لصالحك ولا تخافي من إبداء رأيك.