مجموعة عمل الإمارات للبيئة تناقش دور المباني الشاهقة في تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية
28 أغسطس، 2024خلال الجلسة الحوارية الرابعة لعام 2024
حبيبة المرعشي: المباني الشاهقة انتصار للإبداع البشري وتحد كبير للتنمية المستدامة
سلطت الجلسة الحوارية الرابعة للعام الحالي لمجموعة عمل الإمارات للبيئة ، والتي نظمتها يوم 27 أغسطس في فندق فايف بالم جميرا، دبي تحت عنوان “ناطحات السحاب تلامس السماء: التعامل مع معضلة الفجوة المتسعة للإنبعاثات الصفرية”، الضوء على دور المباني الشاهقة في تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية.
ناقش المشاركون وقدموا وجهات نظر مختلفة حول الموضوع بما في ذلك التطورات التكنولوجية الحديثة التي تمهد الطريق لناطحات السحاب الخالية من الانبعاثات، والتحديات المرتبطة بتنفيذ حلول الطاقة الصفرية في المباني الشاهقة، فضلاً عن مناقشة التأثير الاقتصادي للاستثمار في المباني ذات الطاقة الحيادية، في محاولة لتقييم مدى مساهمة إعادة تشكيل المشهد الحضري في تحقيق أهداف الاستدامة الأوسع.
وفي كلمتها خلال الجلسة، قالت السيدة حبيبة المرعشي، العضو المؤسس ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، إنه مع تطور المشهد الحضري بوتيرة غير مسبوقة، ووصول ناطحات السحاب إلى ارتفاعات جديدة، مما يعكس الطموحات المتزايدة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم. وفي نفس الوقت ومع تعهد الحكومات والشركات بتحقيق أهداف صفرية الانبعاثات، وهو التزام يكتسب إلحاحًا مع كل يوم يمر. ومع نمو مدننا وامتداد أفقنا إلى أعلى من أي وقت مضى، نجد أنفسنا عند منعطف حرج، حيث يجب أن ينسجم الطموح المعماري مع الإدارة البيئية. تمثل ظاهرة المباني الشاهقة انتصارًا للإبداع البشري وتحديًا كبيرًا للتنمية المستدامة.
وأضافت أن الجلسة الحوارية تهدف إلى مناقشة التحديات والحلول عند تقاطع التنمية الحضرية الشاهقة وحتمية الاستدامة، حيث يعكس الارتفاع المستمر لناطحات السحاب في المناطق الحضرية التطلعات المتزايدة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، وسط هذا الطفرة العمودية، يلوح سؤال حاسم: كيف يمكننا التوفيق بين الاثنين؟
ولفتت إلى أن الأبحاث الأخيرة تؤكد على الحاجة الملحة لمعالجة التأثير البيئي للمباني، المسؤولة عن حوالي 40٪ من الانبعاثات العالمية، حيث تؤكد دراسة أجرتها شركة جونسون كونترولز على دور إزالة الكربون من البيئة المبنية، وتحديدها كواحد من أسرع المسارات لتحقيق صفرية الكربون عالميًا.
وأكدت أنه لتحقيق خطوات كبيرة في خفض الكربون على مستوى العالم، يجب أن نوجه اهتمامنا إلى الهياكل الشاهقة التي تحدد آفاق العصر الحديث، مشيرة إلى أن فوائد المباني الشاهقة التي تعطي الأولوية لراحة ورفاهية السكان من خلال أنظمة التهوية المتقدمة وجودة الهواء الداخلي والإضاءة الطبيعية، يجب أن تكون حيادية الكربون خلال دورة حياتها.
وقد ضمت المناقشة خمسة خبراء هم السيد هيثم إبراهيم – نائب رئيس العمليات، شركة بروكفيلد بروبرتيز، والدكتور ثانفير حسين – المدير الإداري، شركة هانسا إنيرجي، والسيد سرفراز دايركي – المدير العام للتطوير المؤسسي والهندسة، شركة ام ايه اتش ماهي خوري وشركاه، والسيد جيسون كارلو – أستاذ مشارك ورئيس قسم الهندسة المعمارية، الجامعة الأمريكية في الشارقة، والأستاذة منى النهدي – رئيسة قسم الاستدامة والاستشارات في شركة فارنك.
شارك المتحدثون في المناقشة بمعلومات قيمة واختتمت الجلسة بجلسة تفاعلية ديناميكية للأسئلة والأجوبة حيث شارك المتحدثون والحضور بنشاط في مناقشات مفيدة وحاسمة. وتضمن قائمة الحضور أصحاب المصلحة الرئيسيين من القطاعين العام والخاص والأكاديمي ووسائل الإعلام والطلبة.
دارت المناقشات حول المساهمة الحالية للمباني الشاهقة في الانبعاثات العالمية، ولماذا يعد إزالة الكربون أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق أهداف الحياد المناخي، وكيف تساهم الابتكارات التكنولوجية مثل الزجاج الكهروضوئي وإدارة المباني الذكية وما إذا كانت الأنظمة تساهم في جعل ناطحات السحاب أكثر كفاءة في استخدام الطاقة واستدامة.
وباعتبارها منظمة غير حكومية معتمدة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، صممت مجموعة عمل الامارات للبيئة وطورت ونفذت هذه الجلسة حوارية لمعالجة العديد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بما في ذلك الهدف # 3 الصحة الجيدة والرفاهية، والهدف # 4 التعليم الجيد، والهدف # 6 المياه النظيفة والصرف الصحي، والهدف # 7 الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، والهدف # 8 العمل اللائق والنمو الاقتصادي، والهدف # 9 الصناعة والابتكار والبنية الأساسية، والهدف # 11 المدن والمجتمعات المستدامة، والهدف # 12 الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والهدف # 13 العمل المناخي، والهدف # 17 الشراكة من أجل تحقيق الأهداف.
وفي نهاية البرنامج، أعلنت مجموعة عمل الامارات للبيئة أن الجلسة الحوارية الخامسة والأخيرة لهذا العام ستعقد يوم 24 أكتوبر تحت عنوان “الابتكار في التغليف: التأثير على البيئة والصحة”.
وكما هي العادة، اختتمت المجموعة الحدث بفقرة تكريم للأعضاء الجدد من الشركات الذين انضموا إلى المجموعة في الشهر السابق، والفندق المضيف، والمتحدثين. وتعرب المجموعة عن امتنانها لجميع الحاضرين وأصحاب المصلحة على مشاركتهم النشطة.