تكريم مبادرات ونوادي القراءة في الإمارات في ندوة الثقافة والعلوم

تزامناً مع شهر القراءة، وتثميناً للدور الرائد في تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع، والنهوض بالحركة الثقافية بشكل عام، كرمت ندوة الثقافة والعلوم بعض مبادرات ونوادي القراءة في الإمارات، بحضور بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس اللجنة الإعلامية، ود. صلاح القاسم المدير الإداري، وجمال الخياط المدير المالي، وعائشة سلطان رئيسة اللجنة الثقافية ولفيف من المهتمين والأدباء.

جاءت المبادرة لتؤكد تثمين الدور الذي تقوم به نوادي وصالونات القراءة، وما تغرسه في أفراد المجتمع من حب بالقراءة والمعرفة والشغف بهما، لما لهما من أهمية في ارتقاء الأمم والحضارات، ما حدا بالقيادة الرشيدة أن تتخذ شهرا للاحتفاء بالقراءة، والكتاب شعاراً ودليلاً وروحاً.

وأكد بلال البدور أن احتفالية التكريم أتت لتسليط الضوء على جهود وتفاني نوادي القراءة في القيام بدورها الذي تؤمن به، وهدفها في نشر المعرفة، وخلق ذائقة قرائية لدى قاعدة عريضة من المهتمين. وأشاد البدور بتلك الكوكبة من النوادي التي تؤكد عمق رؤية القيادة الحكيمة في تخصيص شهر للاحتفاء بالقراءة والجهود القرائية، سواء من خلال الصالونات والأندية، أو الجوائز والمسابقات الأدبية، وما تقوم به وسائل الإعلام من تخصيص برامج وصفحات لمد القارئ بمزيد من المعرفة.

ومن هنا توجب الوقوف في شهر القراءة الوطني، وقفة تحية لكل نوادي القراءة في دولة الإمارات التي وجب تكريمها تقديراً لدورها ومنها:

صالون الملتقى الأدبي الذي تأسس عام 1995 بأبوظبي على يد السيدة أسماء صديق المطوع بهدف الارتقاء بالقدرات المعرفية الفكرية، ويضم الصالون سيدات من مختلف جنسيات الوطن العربي. وتلتقي عضوات الملتقى مرتين في الشهر لمناقشة عمل من الأعمال الأدبية أو الفكرية أو الثقافية، بالإضافة إلى استضافة أحد الشخصيات البارزة من المبدعين والمفكرين والأدباء والإعلاميين والنقّاد، وتسلمت التكريم عن الصالون د. عزة جلال هاشم.

ومجلس شما محمد للفكر والمعرفة الذي هو قائم، منذ انطلاقته عام 1997 برئاسة سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، على مبادئ راسخة في العمل الثقافي والفكري، أهمها دعم الثقافة الوطنية، وبناء جسر معرفي بينها وبين الثقافة العالمية ومختلف التوجهات الفكرية التنويرية، والتركيز على خلق علاقة مستدامة بين المجتمع وبين القراءة، ويعقد المجلس لقاءات فكرية منتظمة تُناقش فيها الروايات العالمية والعربية والكتب الفكرية والثقافية والفلسفية، وتسلمت تكريم المجلس د. موزة الشومي.

ومؤسسة بحر الثقافة أطلقتها سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، بدعم ومساهمة من أخواتها سمو الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان وسمو الشيخة ميثاء بنت محمد بن خالد آل نهيان، والذي انطل عام 2004م كملتقى أدبي يناقش الأعمال الروائية المميزة، وبعد مرور عدة أعوام، وتحديداً في عام 2013، انتقل ليصبح مؤسسة أسهمت ولا تزال بشكل واسع في إثراء المشهد الثقافي الإماراتي، فتحت أبواب الحوار مع المبدعين في شتى المجالات. وتسلمت تكريم الصالون د. شيخة الشامسي.

وملتقى الروايات الذي تأسس في دبي عام 2009، ويضم حوالي 30 عضوة من مختلف الجنسيات العربية. يهتم بالقراءة في مختلف المجالات ويشجع عليها، كما يهدف إلى رفع مستوى التذوق الفني للفنون الأدبية، والتعرف على جوانبها الجمالية والإنسانية والاجتماعية، من جهة، ومن جهة أخرى لتحصيل معارف في مختلف العلوم الأخرى، كما أسس الملتقى “سيما الروايات” في مجال فن السينما، حيث يعرض أهم الأعمال الروائية والمسرحية من خلال شاشة عرض، وتسلمت التكريم مؤسسته داليا أبو العطا.

ومبادرة المنتدى العربي للكتاب «اقرأ» التي تأسست في عام 2011 تماشياً مع فلسفة التجديد والابتكار التي يحث عليها قادة الإمارات، حيث كان من أوائل الأندية القرائية العربية في دبي كملاذ للشغوفين بلغة الضاد. واختار الأعضاء المؤسسون الالتزام بقراءة الروايات المرشحة لجائزة البوكر العربية وذلك للاطلاع على أحدث ما ينتجه المثقفون والكتّاب العرب. تنوعت نشاطات المنتدى لتشمل الكتب غير الأدبية، بالإضافة إلى الروايات المترجمة عن الإنجليزية والروسية والفرنسية وغيرها من المؤلفات العالمية وتسلمت التكريم مؤسستها مها شاكر.

ومبادرة استراحة معرفة التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بهدف تعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة معرفياً في مايو 2013. وقد أسهمت في نشر ثقافة القراءة في المجتمع داخل وخارج الإمارات، كما عملت على نقل المعرفة حيث نظمت العشرات من الجلسات المعرفية لمتخصصين من شتى التخصصات، وحرصت على الوجود الفاعل في معارض الكتب الرئيسية في دولة الإمارات والمعارض الدولية، منذ العام 2016 تزامنًا مع عام القراءة، وتسلم تكريم المبادرة سالم العويس مدير برنامج دبي الدولي للكتابة.

ومبادرة شرفة القراءة التي انطلقت عام 2019، وهي مبادرة شخصية تجمع نخبة من المثقفين لقراءة كُتب مختارة لتعزيز قيم التسامح عبر نشر الثقافة الإيجابية. تم عقد أكثر من 70 شرفة قراءة بمشاركة نُخبة من المثقفات المواطنات ومن المنطقة العربية، وأطلقت شرفة القراءة العالمية في إكسبو دبي 2020 حيث كانت الأجنحة المتناثرة في أنحاء الإكسبو كتاباً مفتوحا يقرأ الزائر قصة البلدان ومسيرة إنجازاتهم ويتعرف على ثقافاتهم، وقد ركزت شرفة القراءة على عدة مجالات منها: الإدارة، الاستراتيجية، الصحة النفسية، الحياة المهنية، الإنتاجية، تطوير الذات، التواصل والاتصال، التسويق، القراءة والسعادة والتسامح وتسلم تكريم المبادرة مؤسسته عزة سليمان.

وختمت المبادرات بصالون المنتدى الثقافي الذي تأسس في عام 2020، كخطوة استباقية لمواجهة العزلة الشاملة التي فرضتها إجراءات وباء كورونا على الجميع. وقد استقطب المنتدى الاهتمام المجتمعي والإعلامي من خلال الجلسات واللقاءات المتميزة التي شارك فيها كبار أهل الفكر والأدب والثقافة والمسؤولين. وتتلخص رسالة صالون المنتدى في اعتبار القراءة هي الطريق الأسلم لبناء وعي جيد وحوارات تعترف بالتنوع والاختلاف البناء لإيجاد تأثير حقيقي ومستمر بعيداً عن التعصب وضيق الأفق وتسلمت التكريم مؤسسته عائشة سلطان.

من الجدير بالذكر الدور الرائد لهذه الصالونات والأندية في كسر العزلة التي اجتاحت العالم أثناء جائحة كوفيد 19 حيث حرصت تلك الأندية على أن تكون بصيص أمل ونافذة نجاة ومعرفة للقارئ والمجتمع بشكل عام.